حريق مهول يلتهم سوق القرب بطنجة ويكبد التجار خسائر بالملايين

طنجة تستفيق على كارثة.. حريق ضخم يشرد عشرات التجار

استيقظت مدينة طنجة صباح اليوم السبت على كارثة اقتصادية جديدة، حيث التهم حريق هائل سوق القرب "أرض الدولة" بحي بني مكادة، أحد أكثر الأسواق شعبية وحيوية في المدينة. الحادث، الذي وقع في وقت مبكر من اليوم، أتى على العديد من المحلات التجارية، مخلفًا خسائر مادية تُقدر بملايين الدراهم، في ضربة موجعة للتجار مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي يمثل ذروة النشاط التجاري.


ووفقًا لمصادر محلية، اندلعت النيران في الساعات الأولى من الصباح، وامتدت بسرعة بسبب طبيعة المواد القابلة للاشتعال الموجودة في المحلات، مثل الملابس والأقمشة والمواد البلاستيكية. هرعت فرق الوقاية المدنية إلى مكان الحادث، وخاضت معركة شاقة للسيطرة على الحريق، تمكنت بعدها من إخماده بعد ساعات من العمل المتواصل. ولحسن الحظ، لم تُسجل أي خسائر بشرية، لكن المشهد المتبقي كان مهيبًا: محلات محترقة بالكامل، وبضائع تحولت إلى رماد.


لم تُحدد السلطات بعد السبب الرسمي للحريق، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن تماسًا كهربائيًا قد يكون الشرارة التي أشعلت الكارثة، وهو ما يعيد إلى الواجهة قضية سلامة المنشآت التجارية في الأسواق الشعبية. التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات.

صرخة التجار: "خسرنا كل شيء"

في أعقاب الحريق، تجمع العشرات من التجار أمام السوق المدمر، وهم في حالة من الصدمة والحزن. "خسرنا كل شيء في غمضة عين، كيف سنواجه رمضان الآن؟"، يتساءل عبد الرحيم، تاجر ملابس فقد محله وبضاعته بالكامل. وأضاف آخرون أن الخسائر تفاقمت بسبب التوقيت، حيث كانوا قد استعدوا للموسم الرمضاني بشراء كميات كبيرة من البضائع على أمل تحقيق أرباح تعوض تراجع الحركة التجارية في الأشهر الماضية.

مطالب بالدعم والتعويض

رفع التجار المتضررون أصواتهم إلى السلطات المحلية والوطنية، مطالبين بتدخل عاجل لتقديم الدعم المالي واللوجستي، وإعادة تأهيل السوق لضمان استمرارية أعمالهم. "نحن بحاجة إلى مساعدة فورية، لا يمكننا تحمل هذا العبء بمفردنا"، قال أحد المتضررين، مشيرًا إلى أن الكثير من التجار يعتمدون على هذا السوق كمصدر رزق وحيد لعائلاتهم.

سؤال الأمان يعود إلى الواجهة

الحادث أثار مجددًا تساؤلات حول مدى احترام معايير السلامة في الأسواق الشعبية بطنجة وغيرها من المدن المغربية. خبراء يرون أن غياب أنظمة الإنذار المبكر وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق الضيقة تعيق جهود الإطفاء وتزيد من مخاطر مثل هذه الحوادث. وفي ظل تكرار حوادث الحرائق في الأسواق المغربية خلال السنوات الأخيرة، يبقى السؤال: متى سيتم اتخاذ إجراءات جذرية لحماية هذه الفضاءات الحيوية؟

تبقى الأنظار متجهة نحو السلطات لمعرفة الخطوات التالية، فيما يأمل التجار أن تكون هذه الكارثة بداية لإصلاحات حقيقية، وليست مجرد فصل آخر في سلسلة من الخسائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق