في خطوة عاجلة لدعم تجار سوق بني مكادة بمدينة طنجة، الذين تضرروا جراء الحريق الهائل الذي اندلع يوم السبت 22 فبراير 2025، أعلنت السلطات المحلية عن مبادرة شاملة لإعادة التجار إلى أنشطتهم التجارية قبل بداية شهر رمضان المبارك. يأتي هذا الإعلان في ظل الخسائر المادية الكبيرة التي خلفها الحريق، والذي أتى على مئات المحلات في السوق الشعبي، مخلفًا وراءه حالة من الصدمة والقلق بين التجار والسكان على حد سواء.
وبحسب مصادر مطلعة، تشمل الإجراءات المستعجلة تخصيص مساحات مؤقتة للتجار المتضررين في مناطق قريبة من السوق، مع توفير تسهيلات لوجستية وإدارية لضمان استئناف نشاطهم في أقرب وقت ممكن. كما تم الإعلان عن تنظيم سوق تضامني خاص بالمتضررين، يهدف إلى مساعدتهم على تسويق بضائعهم خلال الفترة الانتقالية، وذلك بالتعاون بين الجماعة الحضرية ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة وجمعيات المجتمع المدني.
وقد أكد مصدر مسؤول أن السلطات تعمل على قدم وساق لتسريع عملية إزالة الأنقاض وتقييم الأضرار، بهدف وضع خطة طويلة الأمد لإعادة بناء السوق بشكل حديث يراعي معايير السلامة والأمان. وأضاف المصدر أن هناك وعودًا بتقديم دعم مالي وعيني للتجار، لاسيما مع اقتراب رمضان، الذي يمثل موسمًا حيويًا للتجارة الشعبية، حيث كان العديد منهم قد استعدوا بمخزونات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد.
من جانبهم، عبر التجار عن تفاؤل حذر تجاه هذه المبادرة، مطالبين بضمانات واضحة لتفادي أي تأخير قد يهدد مصدر رزقهم. وقال أحد التجار المتضررين، في تصريح حصري: "فقدنا كل شيء في لحظات، لكننا نثق بأن الجهود المبذولة ستعيدنا إلى العمل قريبًا، خاصة أن رمضان على الأبواب ولا يمكننا تحمل المزيد من الخسائر."
وفي سياق متصل، أشارت تقارير إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد أسباب الحريق، وسط دعوات من منظمات حقوقية لتعويض المتضررين وتعزيز إجراءات السلامة في الأسواق الشعبية. ومع اقتراب موعد رمضان، يبقى الأمل معلقًا على سرعة تنفيذ هذه الإجراءات لإعادة الحياة إلى سوق بني مكادة، الذي يعد شريانًا اقتصاديًا وحيويًا لآلاف الأسر في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق