في تطور لافت للأنظار، أغلقت السلطات المحلية في مدينة مراكش، يوم الثلاثاء 25 فبراير 2025، محل بيع الأسماك الشهير الذي يملكه عبد الإله، المعروف بلقب "مول الحوت"، بعد زيارة تفقدية أجرتها لجنة مختلطة تضم ممثلين عن السلطات الصحية والمحلية. القرار الذي جاء بشكل مؤقت، أثار موجة من الجدل بين سكان المدينة ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لعبد الإله ورافض للإجراء المُتخذ ضده.
بدأت القصة عندما اكتسب عبد الإله شهرة واسعة في مراكش بفضل أسعاره المنخفضة بشكل لافت لبيع الأسماك، وخاصة السردين الذي كان يعرضه بسعر 5 دراهم للكيلوغرام الواحد فقط، في وقت تتجاوز فيه الأسعار في الأسواق المحلية هذا المبلغ بأضعاف. هذا النهج جعل من محله وجهة مفضلة للعديد من الأسر ذات الدخل المحدود، وتحول عبد الإله إلى رمز لمقاومة غلاء الأسعار في سوق السمك المغربي.
لكن يوم الثلاثاء الماضي، قامت لجنة تفتيش بزيارة المحل، وخلصت إلى وجود مخالفات تتعلق بظروف التخزين غير الملائمة للأسماك، إلى جانب عدم إشهار الأسعار بشكل واضح وفقًا للقوانين الجاري بها العمل. وبناءً على هذه النتائج، تم إصدار قرار بإغلاق المحل مؤقتًا، مع إمهال صاحبه مدة لتصحيح الأوضاع قبل استئناف نشاطه.
لم يمر القرار دون أن يثير ردود فعل متباينة. فمن جهة، يرى مؤيدو عبد الإله أن ما يقدمه يمثل دعمًا حقيقيًا للمواطنين في ظل الارتفاع المستمر لتكاليف المعيشة، ويشككون في توقيت الإغلاق الذي جاء بعد تصريحاته التي كشف فيها عن اختلالات في تسعير الأسماك بالأسواق. أحد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي علق قائلاً: "عبد الإله فضح غلاء السوق، فكان الرد بإغلاق محله".
في المقابل، شددت الجهات الرسمية على أن الإغلاق لم يكن قرارًا تعسفيًا، بل جاء لضمان احترام المعايير الصحية التي تحمي المستهلكين. وأكد مصدر من السلطات المحلية أن "القانون يسري على الجميع، ولا يمكن التغاضي عن أي مخالفة تهدد سلامة المواطنين، بغض النظر عن شعبية التاجر أو نواياه".
لم تقتصر تداعيات الحدث على الشارع المراكشي، بل وصلت إلى قبة البرلمان، حيث طرح عدد من النواب أسئلة حول ملابسات القرار. وتساءل بعضهم عما إذا كان الإغلاق يحمل أبعادًا أخرى تتجاوز المخالفات الصحية، خاصة في ظل الضجة التي أحدثها عبد الإله في سوق السمك المحلي.
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من عبد الإله نفسه، لكن مصادر مقربة منه أشارت إلى أنه يعمل على معالجة المخالفات المسجلة لاستعادة نشاطه في أقرب وقت ممكن. في الوقت ذاته، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن "مول الحوت" من العودة بنفس الزخم، أم أن هذه الحادثة ستغير مسار تجربته التي ألهمت الكثيرين؟
يظل هذا الملف مفتوحًا أمام متابعة الرأي العام، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق