تعيين محمد بنشعبون رئيساً لـ"اتصالات المغرب" خلفاً لعبد السلام أحيزون في قرار استراتيجي جديد

تعيين محمد بنشعبون على رأس “اتصالات المغرب” خلفاً لأحيزون

أعلنت شركة "اتصالات المغرب"، اليوم الثلاثاء، عن تعيين محمد بنشعبون رئيساً لمجلس إدارتها الجماعية، خلفاً لعبد السلام أحيزون، في خطوة تُعد مؤشراً على مرحلة جديدة من التحول الاستراتيجي للمجموعة الرائدة في قطاع الاتصالات بالمغرب وإفريقيا. ويأتي هذا القرار عقب اجتماع مجلس الرقابة الذي صادق على التعيين لولاية تمتد لسنتين، بدءاً من 1 مارس 2025 وصولاً إلى 1 مارس 2027، بعد انتهاء ولاية أعضاء المجلس الحاليين.


محمد بنشعبون، الذي يمتلك سجلاً مهنياً متميزاً، يحمل على عاتقه توقعات كبيرة لقيادة "اتصالات المغرب" نحو تعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في السوق الإقليمية والقارية. ويُعرف بنشعبون بخبرته الواسعة في إدارة المؤسسات الكبرى، حيث شغل مناصب عليا منها منصب وزير الاقتصاد والمالية بين 2018 و2021، إلى جانب قيادته لمجموعة "البنك الشعبي المركزي" سابقاً. ومن المتوقع أن يركز خلال ولايته على تعزيز الابتكار التكنولوجي وتطوير خدمات الشركة، خاصة في ظل التنافسية المتزايدة بقطاع الاتصالات.


من جهته، ترك عبد السلام أحيزون، الذي قاد الشركة على مدى عقود، إرثاً قوياً يمتد لأكثر من 27 عاماً. وشهدت فترة إدارته توسعاً ملحوظاً لـ"اتصالات المغرب" خارج الحدود الوطنية، حيث أصبحت المجموعة حاضرة بقوة في أكثر من 10 دول إفريقية، محققة نمواً في قاعدة عملائها التي تجاوزت 77 مليون مشترك. وقد أشاد مجلس الرقابة بالدور "الاستثنائي" الذي لعبه أحيزون في تحويل الشركة إلى رمز للنجاح الاقتصادي المغربي في القارة، معبراً عن شكره وتقديره لمساهماته الكبيرة.


وأكدت مصادر مطلعة داخل الشركة أن اختيار بنشعبون جاء بعد مشاورات معمقة هدفت إلى ضمان استمرارية النمو مع إضافة رؤية جديدة تتماشى مع التحديات التكنولوجية والاقتصادية الراهنة. ومن المرتقب أن يتمحور عمل بنشعبون حول تعزيز التحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية للشبكات، والاستثمار في تقنيات الجيل الخامس (5G) التي باتت تشكل محور التنافس في القطاع.


وفي سياق متصل، يتطلع المحللون إلى أن يسهم هذا التغيير في تعزيز موقع "اتصالات المغرب" في السوق الإفريقية، خاصة مع التوجهات الحكومية لدعم الشركات الوطنية في توسيع نفوذها الدولي. وتبقى الأنظار مشدودة إلى الاستراتيجية التي سيعتمدها بنشعبون في قيادة هذا العملاق الاقتصادي خلال السنتين المقبلتين.


يُشار إلى أن "اتصالات المغرب" تُعد من أكبر الشركات المغربية من حيث القيمة السوقية، وتتمتع بحضور قوي في البورصة، مما يجعل هذا التعيين حدثاً يتابعه المستثمرون والفاعلون الاقتصاديون عن كثب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق