الذكرى الستين لاتفاقية المغرب والسنغال: تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

الذكرى الستين لاتفاقية المغرب والسنغال: تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين

تحتفل المملكة المغربية وجمهورية السنغال هذا العام بالذكرى الستين لاتفاقية تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، والتي أُبرمت في 15 نوفمبر 1960، في خطوة تعكس عمق الروابط التاريخية والاستراتيجية التي تجمع البلدين. وبهذه المناسبة، ينظم معهد تمبكتو، بالتعاون مع سفارة المغرب في السنغال، فعاليات علمية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وفخامة الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي دياخار فاي، لإطلاق سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي.


تأتي هذه الاحتفالية لتؤكد على الشراكة المتميزة التي شهدت تطورًا كبيرًا على مدار ستة عقود، حيث شملت مجالات متعددة مثل الاقتصاد، التعليم، الصحة، الزراعة، الصيد البحري، والبنية التحتية. وقد ساهمت الزيارات المتكررة للملك محمد السادس إلى السنغال، التي بدأت منذ عام 2001 وتكررت في أعوام لاحقة، في تعزيز هذه العلاقات وتوقيع العديد من الاتفاقيات التي عززت التعاون الجنوبي-جنوبي بين البلدين.


وفي هذا السياق، أشاد مسؤولون من الجانبين بالدور المحوري للقطاع الخاص في دفع عجلة الاستثمارات المشتركة، حيث أصبح المغرب أحد أبرز الشركاء الاقتصاديين للسنغال في غرب إفريقيا. وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين مستويات ملحوظة، مع تركيز على تطوير مشاريع تنموية مشتركة تخدم مصالح الشعبين.


من جانبه، شدد السفير المغربي في دكار، حسن الناصري، على أهمية هذه الذكرى كفرصة لتعميق التعاون في جميع المجالات، مشيرًا إلى أن رؤية القائدين، الملك محمد السادس والرئيس فاي، تشكل دعامة أساسية لهذه الديناميكية الاستثنائية. كما أكدت الوزيرة السنغالية للاندماج الإفريقي والشؤون الخارجية، ياسين فال، في تصريحات سابقة، على تقدير بلادها للتقدم الكبير الذي تحقق في هذه الشراكة الاستراتيجية.


وتزامنًا مع هذه المناسبة، شهدت العاصمة السنغالية دكار زيارة وفد من 34 رجل أعمال مغربي في نوفمبر 2024، نظمته غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس-ماسة، بهدف استكشاف فرص استثمارية جديدة وتعزيز التبادل الاقتصادي. وقد رحب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في دكار، عبد الله سو، بهذا التعاون، مؤكدًا أن السنغال، أرض "التيرانغا" (الضيافة)، تفتح ذراعيها للاستثمارات المغربية.


تجدر الإشارة إلى أن المغرب والسنغال يتقاسمان عضوية منظمات إقليمية ودولية مثل الاتحاد الإفريقي وحركة عدم الانحياز، ويتفقان على ضرورة تسوية النزاعات في إفريقيا وتعزيز السلام والتنمية بالقارة. ومع استمرار هذا التعاون المثمر، يبقى البلدان نموذجًا يُحتذى به في العلاقات البينية الإفريقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق