إدمان الشاشات يهدد مستقبل التعليم: 42% من الشباب المغاربة يعانون من تراجع دراسي بسبب وسائل التواصل الاجتماعي

صورة لطالب مغربي يجلس بين كتبه الدراسية، منشغلاً بهاتفه الذكي الذي يعرض تطبيقات التواصل الاجتماعي، مع خلفية تُظهر تراجع درجاته الدراسية، مما يبرز تأثير الإدمان الرقمي على الأداء الأكاديمي
في تقرير حديث أصدره المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي، تم تسليط الضوء على التأثيرات السلبية للاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي على التحصيل الدراسي للشباب في المغرب. أفاد التقرير بأن 42% من الشباب المغاربة شهدوا تراجعًا في نتائجهم الدراسية نتيجة للإدمان على المحتويات الرقمية.

 وأشار التقرير، الذي جاء بعنوان "من أجل بيئة رقمية دامجة توفر الحماية للأطفال"، إلى أن هذا التراجع يُعزى إلى تطور سلوكيات إدمانية على الشاشات بين الشباب. حيث يؤدي الاستخدام المفرط لهذه الوسائل إلى انخفاض التركيز وتقليص الوقت المخصص للدراسة، مما يزيد من احتمالية التسرب المدرسي أو حتى الانقطاع عن التعليم.

بالإضافة إلى التأثيرات الأكاديمية، أبرز التقرير أن 43% من الشباب يهملون احتياجاتهم الأساسية، مثل النوم والتغذية، بسبب الانشغال المطول بالتكنولوجيا. كما أن 40% من الأطفال يشاركون بياناتهم الشخصية مع غرباء، و30% منهم لا يستطيعون التمييز بين ما يمكنهم مشاركته عبر الإنترنت وما يجب عليهم الاحتفاظ به. التنمر الإلكتروني يؤثر أيضًا على ثلث الشباب، مما يترك تأثيرات خطيرة على صحتهم النفسية.

وفيما يتعلق بالمخاطر النفسية، حذّر التقرير من أن الإدمان الرقمي قد يؤدي إلى تفاقم مشكلات مثل العزلة والاكتئاب، بل وقد يزيد من مخاطر محاولات الانتحار. كما يتعرض الأطفال والشباب لمحتويات غير مناسبة، مثل المواد الإباحية، والأفكار المتطرفة، والعنصرية، بالإضافة إلى الألعاب القائمة على الرهان والمعلومات المضللة.

 تأتي هذه النتائج لتؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز الوعي بين الشباب والأسر حول الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي. كما تدعو إلى تطوير سياسات وبرامج تعليمية تهدف إلى توجيه الشباب نحو استغلال التكنولوجيا بطرق إيجابية تدعم تحصيلهم الدراسي وتحمي صحتهم النفسية والجسدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق