في خطوة أثارت الحنين والدهشة معًا، أعلنت شركة مايكروسوفت عن نهاية تطبيق "سكايب"، المنصة التي شكلت عصب التواصل الرقمي لملايين المستخدمين حول العالم منذ إطلاقها في عام 2003.
وبعد 21 عامًا من تقديم خدمات المكالمات الصوتية والمرئية والرسائل الفورية، قررت الشركة إنهاء دعم التطبيق تدريجيًا، معلنةً بذلك انتهاء حقبة كانت رائدة في عالم التكنولوجيا.
سكايب، الذي بدأ كفكرة طموحة لمؤسسيه نيكلاس زينستروم وجانوس فريس، تحول بسرعة إلى أداة أساسية للتواصل عبر الإنترنت، خاصة في وقت كانت فيه خيارات الاتصال المرئي محدودة.
استحوذت مايكروسوفت على المنصة في عام 2011 مقابل 8.5 مليار دولار، ومنذ ذلك الحين عملت على دمجها في منظومتها التقنية. لكن مع مرور السنوات، واجه سكايب منافسة شرسة من تطبيقات حديثة مثل زووم وواتساب وتيليجرام، فضلاً عن منصة "تيمز" الخاصة بمايكروسوفت نفسها، مما قلل من حصته في السوق.
وأوضحت مايكروسوفت في بيان رسمي أنها ستركز جهودها على تطوير حلول اتصال حديثة تتماشى مع احتياجات العصر، مشيرة إلى أن تطبيق "مايكروسوفت تيمز" سيحل محل سكايب كخيار رئيسي للمستخدمين.
ومع ذلك، لم يخفَ على المستخدمين شعور الحزن الممزوج بالامتنان تجاه تطبيق ارتبط بذكرياتهم الشخصية والمهنية، من لقاءات عائلية عبر القارات إلى اجتماعات عمل غيرت مسار شركات.
من المقرر أن يتوقف دعم سكايب بالكامل بحلول نهاية عام 2025، مع تشجيع المستخدمين على نقل حساباتهم وبياناتهم إلى تيمز أو منصات أخرى. وبهذا القرار، تطوي مايكروسوفت صفحة من تاريخ الإنترنت، تاركةً وراءها إرثًا سيظل محفورًا في ذاكرة جيل الاتصالات الرقمية الأول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق