أفادت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية بأن المغرب شرع في بيع سندات مقومة باليورو في خطوة تهدف إلى تأمين التمويل اللازم لمشاريعه المرتبطة باحتضان نهائيات كأس العالم 2030. وأبرزت الوكالة أن هذه العملية اجتذبت عروضًا تجاوزت قيمتها الإجمالية 6.75 مليار يورو، وهو ما يفوق بكثير القيمة المحددة للسندات والبالغة 2 مليار يورو.
تفاصيل الإصدار
وأوضحت "بلومبرغ" أن المغرب أصدر سندات بقيمة ملياري يورو، مقسمة إلى فترتين: أربع سنوات وعشر سنوات. ونقلًا عن مصادرها، أكدت الوكالة أن هذا الإصدار لقي اهتمامًا واسعًا من المستثمرين، حيث تجاوزت العروض المقدمة 6.75 مليار يورو.
يُشار إلى أن هذه هي أول مرة يصدر فيها المغرب سندات باليورو منذ عام 2020، حيث جاء الإصدار الجديد بقيمة تزيد بنحو 500 مليون يورو عما كان متوقعًا في السابق.
معدلات الفائدة وثقة المستثمرين
ووفقًا للوكالة، بلغ الفارق النهائي للسندات ذات الأربع سنوات 155 نقطة أساس فوق متوسط أسعار مقايضة الفائدة، وهو معدل أقل من المتوقع الذي كان عند 190 نقطة أساس. أما بالنسبة للسندات لأجل عشر سنوات، فقد بلغ سعرها 215 نقطة أساس عند متوسط أسعار مقايضة الفائدة، وهو ما جاء أيضًا أقل من التوقعات الأولية، مما يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد المغربي.
تصنيف المغرب الائتماني
وأشار التقرير إلى أن المغرب يحتفظ بأعلى تصنيف غير استثماري لدى وكالات التصنيف الائتماني الرئيسية الثلاث: "Moody’s" و"S&P" و"Fitch". وعلى الرغم من أن هذا التصنيف لا يضعه ضمن فئة التصنيفات الآمنة (الاستثمارية)، إلا أنه الأقرب إليها، ما يعكس ثقة نسبية في قدرة المغرب على سداد ديونه مع بقاء نسبة مخاطرة محدودة.
الجهات المنظمة للإصدار
ووفقًا لـ"بلومبرغ"، أشرفت على عملية بيع السندات في الأسواق المالية الدولية كل من "بي إن بي باريبا" و"سيتي غروب" و"دويتشه بنك" و"جيه بي مورغان"، فيما لعبت شركة "لازارد" دور المستشار المالي.
تمويل مشاريع كأس العالم 2030
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود المغرب لضمان التمويل اللازم لمشاريعه المرتبطة بتنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وقد قدّرت مؤسسة (BMCE Capital Global Research) التكلفة المالية الإجمالية للمشاريع التي تخطط المملكة لتطويرها بين 100 و150 مليار درهم بحلول عام 2030.
وتشمل هذه المشاريع تطوير البنية التحتية الرياضية، التي ستستوعب أيضًا متطلبات كأس أمم إفريقيا 2025، بتكلفة تتراوح بين 2 و3 مليارات دولار، إضافة إلى تحديث البنى التحتية السككية والفندقية لضمان جاهزية البلاد لاستضافة الحدث العالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق