أعلنت السلطات المحلية والتقارير الرسمية بإقليم صفرو أن أزيد من 65 ألف امرأة استفدن من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) خلال الفترة الممتدة بين عامي 2019 و2025، في إطار جهود مكثفة لتحسين الأوضاع الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية للنساء في المنطقة، خصوصًا في الجماعات الريفية والنائية.
توزعت المشاريع على عدة محاور حيوية أسهمت في تعزيز دور المرأة في التنمية المحلية. في مجال صحة الأم والطفل، استفادت 25,639 امرأة من برامج تضمنت تجهيزات طبية حديثة مثل أجهزة الموجات فوق الصوتية، إلى جانب نشر وحدات طبية متنقلة في مناطق نائية مثل إيموزار كندر، مما ساهم في تقليل مخاطر الولادة وتحسين مؤشرات الصحة. أما في محور دعم الفئات الهشة، فقد تلقت 12,330 امرأة في وضعية هشاشة مساعدات طبية واجتماعية لتحسين ظروفهن المعيشية.
في قطاع التعليم، شملت المبادرة إنشاء دور حضانة في جماعات مثل عين الشقف، حيث استفادت 478 امرأة من برامج التعليم الأولي، سواء كمدرسات أو كأمهات أطفال ملتحقين بهذه الوحدات. كما دعمت برامج التمدرس ومحو الأمية 26,389 امرأة، تشمل الفتيات اللواتي واصلن تعليمهن والأمهات المنخرطات في دورات التكوين المهني.
من بين المبادرات اللافتة، برزت تعاونية "النور" التي دربت حوالي 50 امرأة على صناعة المنسوجات التقليدية، مما مكنهن من تسويق منتجاتهن في الأسواق المحلية وتحقيق استقلال مالي جزئي.
كما ساهمت الوحدات الطبية المتنقلة في خفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال الرضع، محققة تقدمًا ملحوظًا في المناطق الريفية. وفي الجانب التعليمي، أدت هذه الجهود إلى زيادة نسبة التمدرس بين الفتيات، مما يعزز فرصهن المستقبلية.
تندرج هذه المشاريع ضمن الاستراتيجية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها المغرب عام 2005 للحد من الفوارق الاجتماعية وتمكين الفئات الهشة. ويُعد إقليم صفرو، الواقع بجهة فاس-مكناس، نموذجًا بارزًا في التركيز على الصحة والتعليم كأولويات تنموية.
بالمقارنة، ركز إقليم سطات بين 2005 و2016 على الأنشطة المدرة للدخل بـ132 مشروعًا بتكلفة 425 مليون درهم، بينما اتجه إقليم الحوز لإعادة الإعمار بعد زلزال 2023، واستهدف تارودانت دعم تعاونيات زيت الأركان، محققًا نجاحًا اقتصاديًا يتفوق على صفرو من حيث العائدات المالية للنساء.
أظهرت الإحصائيات تحسنًا ملحوظًا في جودة حياة آلاف الأسر بفضل هذه المشاريع، مع انخفاض في وفيات الأمهات والأطفال وزيادة في التمكين الاقتصادي للنساء. ومع ذلك، لا تزال المبادرة تواجه تحديات، أبرزها ضعف البنية التحتية في المناطق الجبلية والحاجة إلى تمويل مستدام لضمان استمرارية الإنجازات.
يؤكد المسؤولون أن النجاحات المحققة تشكل حافزًا لتوسيع المشاريع المدرة للدخل في صفرو، مع خطط لضم المناطق الأكثر عزلة لتعزيز التنمية الشاملة. ويبقى الهدف الأسمى هو استدامة هذه المكتسبات وتعزيز دور المرأة كركيزة أساسية في التنمية المحلية. وتظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نموذجًا رائدًا في المغرب لتحسين حياة النساء ودعم المجتمعات الهشة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق