![]() |
السعودية والمغرب تعززان التعاون الاقتصادي والبيئي باتفاقيات جديدة في مكة المكرمة |
شهدت مدينة مكة المكرمة توقيع المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية اتفاقية تعاون جمركي ومذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة، وذلك خلال الاجتماع الرابع عشر للجنة السعودية-المغربية المشتركة. تهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التجارة الثنائية ودعم الجهود البيئية المشتركة، في خطوة تعكس العلاقات الوثيقة بين البلدين. وقّع الاتفاقيات نائب محافظ هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية، عبدالله السدحان، وسفير المغرب لدى المملكة، مصطفى المنصوري، وسط حضور مسؤولين بارزين من الجانبين.
تركز الاتفاقية الجمركية على الاعتراف المتبادل ببرنامج "المشغل الاقتصادي المعتمد"، وهو نظام عالمي يمنح الشركات الموثوقة إجراءات جمركية مبسطة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تقليل الوقت والتكاليف المرتبطة بالتخليص الجمركي، مما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، والذي تجاوز حاجز الـ2 مليار دولار في السنوات الأخيرة. وتأتي هذه الاتفاقية في إطار جهود السعودية والمغرب لتطوير شراكات اقتصادية مستدامة تدعم النمو المشترك.
في السياق ذاته، تضمنت مذكرة التفاهم تعاونًا في مجالات مكافحة التلوث، إدارة الموارد الطبيعية، وتطوير مشاريع التنمية المستدامة. وتتماشى هذه الخطوة مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى لتحقيق الاستدامة البيئية، ومع استراتيجيات المغرب مثل مبادرة "المغرب الأخضر" وجهوده في تعزيز الطاقة المتجددة. وتشير التوقعات إلى أن المنطقة قد تشهد مشاريع مشتركة مثل التشجير وحماية التنوع البيولوجي، مما يعزز الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي.
تجمع السعودية والمغرب علاقات تاريخية وثقافية عميقة، تدعمها رغبة متبادلة في تعزيز التعاون الاقتصادي والبيئي. ويعكس هذا التوقيع التزام البلدين بمواجهة التحديات العالمية من خلال شراكات استراتيجية. وتشير البيانات إلى أن التبادل التجاري بينهما يمتلك إمكانية نمو كبيرة، خاصة مع التسهيلات التي تقدمها الاتفاقية الجمركية، مما يفتح آفاقًا جديدة للشركات في كلا البلدين.
ومع توقيع هذه الاتفاقيات، يتطلع البلدان إلى تعزيز التعاون الثنائي ودعم التنمية المستدامة في المنطقة. ويترقب المراقبون الخطوات التنفيذية المقبلة لقياس الأثر الفعلي لهذه الشراكة، التي تعد نموذجًا للتعاون العربي في مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق