فضيحة كيكو: استغلال جنسي لقاصرات يكشف شبكة مظلمة


تتواصل التحقيقات في قضية هزت الرأي العام المغربي، بعد اكتشاف شبكة مشتبه في تورطها في استغلال جنسي لتلميذات قاصرات في جماعة "كيكو" التابعة لإقليم بولمان، جنوب مدينة فاس. القضية، التي انفجرت كقنبلة موقوتة قبل أيام، بدأت بمحاولة انتحار مأساوية لإحدى الضحايا، لتكشف عن شبكة معقدة قد تمتد جذورها إلى شخصيات نافذة في المنطقة.

كانت البداية حين أقدمت تلميذة قاصر على محاولة إنهاء حياتها، لتكشف عائلتها عن تهديدات تعرضت لها بنشر مقطع فيديو مصور من إحدى صديقاتها. الشكاية التي تقدمت بها العائلة إلى السلطات دفعت النيابة العامة في ميسور إلى فتح تحقيق عاجل، ليتبين أن الحادث ليس معزولاً، بل جزءاً من سلسلة اعتداءات جنسية طالت عدداً من التلميذات في الثانوية الإعدادية "3 مارس" والثانوية التأهيلية "أبو بكر الرازي".

كشفت مصادر أن التحقيقات أسفرت حتى الآن عن توقيف 8 أشخاص، من بينهم 5 ذكور و3 تلميذات، فيما يُرجح أن يرتفع العدد مع تقدم الأبحاث. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الموقوفين ينتمون إلى خلفيات متنوعة، بما في ذلك دركي وفلاح ومصففة شعر، مما يثير تساؤلات حول مدى تنظيم هذه الشبكة ونفوذها.

لم تتأخر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بولمان في إصدار بيان شديد اللهجة يوم الأحد 16 مارس، واصفة القضية بأنها "جريمة اتجار بالبشر" تستدعي عقوبات صارمة. وطالبت الجمعية النيابة العامة بإصدار بيان توضيحي للرأي العام، محذرة من أي محاولات للتغطية على القضية باستخدام النفوذ السياسي أو المالي.

في سياق متصل، وجه النائب البرلماني محمد شوكي عن حزب التجمع الوطني للأحرار سؤالاً كتابياً إلى وزيرة التضامن، نعيمة ابن يحيى، مطالباً بتدخل عاجل لتوفير الدعم النفسي والقانوني للضحايا وأسرهن. وقال شوكي في سؤاله: "هذه الواقعة زعزعت الإحساس بالأمن داخل الأسر، وتستدعي تحركاً فورياً لمعالجة الآثار النفسية العميقة".

فيما تتواصل التحقيقات، أثارت الروايات المتداولة جدلاً واسعاً. جمعيات أمهات وآباء وأولياء تلاميذ المؤسسات التعليمية بكيكو أصدرت بياناً يوم الإثنين 17 مارس، تنتقد فيه "التناول الإعلامي المغلوط"، وتؤكد أن الأرقام المتداولة عن عدد الضحايا (14 أو أكثر) "عارية من الصحة".

واعتبرت الجمعيات أن بعض التقارير استندت إلى تدوينات غير موثوقة، مما أثر سلباً على نفسية التلاميذ وأسرهم.
وفي الوقت نفسه، أكدت الجمعيات ثقتها في القضاء المغربي، داعية إلى تعزيز الرقابة الأمنية حول المؤسسات التعليمية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.

مع استمرار التحقيقات تحت إشراف النيابة العامة، يترقب الرأي العام المغربي الكشف عن الحقيقة الكاملة لهذه الفضيحة التي ألقت بظلالها على المجتمع المحلي في كيكو. هل ستكشف الأيام المقبلة عن المزيد من المتورطين؟ وهل ستنجح الجهود الحقوقية والسياسية في ضمان العدالة للضحايا؟

ما هو مؤكد حتى الآن أن هذه القضية لن تمر دون حساب، فالصرخة التي أطلقتها تلك التلميذة بمحاولتها الانتحار تحولت إلى زلزال يهدد بكشف أسرار أعمق في قلب بولمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق