
في خطوة تاريخية تُعزز مكانة المغرب كرائد إقليمي في مجال الاستدامة والتحول الطاقي، أعلنت شركة "ليدر لوكاسيون"، التابعة لمجموعة "أوطوهول"، عن تسليم أسطول ضخم يضم 150 سيارة كهربائية بالكامل إلى الخطوط الملكية المغربية، الناقل الوطني للمملكة. هذا الإنجاز، الذي تم الإعلان عنه في مارس 2025، يمثل نقطة تحول في مسيرة التنقل الأخضر بالمغرب، ويعكس التزام الشركتين بتقليص البصمة الكربونية وتبني حلول مبتكرة تتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة.
اتفاقية استراتيجية لتحويل أسطول الخطوط الملكية المغربية
تأتي هذه العملية في إطار اتفاقية استراتيجية طويلة الأمد بين "ليدر لوكاسيون" والخطوط الملكية المغربية، تهدف إلى استبدال السيارات التقليدية العاملة بالوقود الأحفوري بأخرى كهربائية صديقة للبيئة. ووفقاً للبيان الصحفي الصادر عن الشركة، فإن الأسطول الجديد سيُستخدم لتلبية احتياجات التنقل لموظفي الخطوط الملكية المغربية، مما يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل من الانبعاثات الضارة الناتجة عن الأنشطة اليومية.
الأسطول الكهربائي يتكون من ثلاثة طرازات متطورة: سيارتي "سيريس 3" و"سيريس 5" من فئة السيارات الرياضية النفعية (SUV)، إلى جانب السيارة النفعية "DFSK EC35". تتميز هذه الطرازات بتقنيات حديثة تجمع بين الأداء العالي، الراحة، والكفاءة البيئية، مما يجعلها خياراً مثالياً للاستخدام اليومي في بيئة عمل ديناميكية مثل تلك التي تتمتع بها الخطوط الملكية المغربية.
ريادة "ليدر لوكاسيون" في الكراء طويل الأمد
بهذا الإنجاز، تكون "ليدر لوكاسيون" قد سجلت اسمها كأول شركة في المغرب تقدم أسطولاً كهربائياً 100% في قطاع الكراء طويل الأمد. وتستند الشركة، التي تدير أسطولاً يضم أكثر من 2200 مركبة، إلى خبرتها الواسعة في تقديم حلول تنقل مبتكرة ومسؤولة. وأكدت الشركة أن هذه الخطوة ليست سوى البداية، حيث تسعى إلى توسيع نطاق خدماتها لتشمل المزيد من المقاولات المغربية التي تطمح إلى تبني أساطيل كهربائية في المستقبل القريب.
وفي تعليق له، أشار مسؤول في "ليدر لوكاسيون" إلى أن "هذه المبادرة تتماشى مع رؤية المغرب 2030 للتنمية المستدامة، وتعكس التزامنا بدعم التحول نحو اقتصاد أخضر يعتمد على التكنولوجيا النظيفة". كما أضاف أن التعاون مع الخطوط الملكية المغربية يمثل نموذجاً يُحتذى به للشراكات بين القطاعين الخاص والعام في سبيل تحقيق أهداف بيئية مشتركة.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المملكة المغربية تحولات طاقية كبيرة، حيث يُعد التنقل الكهربائي أحد الركائز الأساسية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. ومن المتوقع أن يساهم الأسطول الجديد في خفض انبعاثات الكربون الناتجة عن عمليات الخطوط الملكية المغربية بشكل ملحوظ، مما يعزز صورتها كشركة طيران ملتزمة بالاستدامة على المستويين المحلي والدولي.
من الناحية الاقتصادية، تفتح هذه المبادرة آفاقاً جديدة لسوق السيارات الكهربائية في المغرب، حيث تشجع الشركات الأخرى على الاستثمار في هذا القطاع الواعد. كما أنها تدعم الجهود الوطنية لتعزيز البنية التحتية للشحن الكهربائي، وهو ما قد يُسرع من وتيرة اعتماد هذه التكنولوجيا على نطاق أوسع.
تُعد هذه الاتفاقية بمثابة إشارة قوية إلى أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه البيئية، مستفيداً من التعاون بين مؤسساته الوطنية والشركات الخاصة. ومع تزايد الاهتمام العالمي بالتنقل المستدام، يبرز المغرب كنموذج يجمع بين الابتكار والمسؤولية البيئية، مما يعزز مكانته كلاعب رئيسي في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق