بلغ حجم المعاملات في مناطق الأنشطة التابعة لمجموعة طنجة المتوسط 174 مليار درهم خلال سنة 2024، مسجلاً ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 12.3% مقارنة بسنة 2023، وفقاً لبلاغ مالي أصدرته المجموعة مؤخراً. ويعكس هذا النمو الاقتصادي القوي الأداء المتميز للقطب الصناعي، الذي نجح في استقطاب استثمارات إجمالية بقيمة 10.06 مليار درهم خلال العام نفسه، مما ساهم في توفير 14,034 فرصة عمل جديدة، في ظل توسع ملحوظ للشركات العالمية في المنطقة.
وأوضحت المجموعة في بلاغها أن هذه الزيادة في حجم المعاملات انعكست على مختلف القطاعات الصناعية واللوجستية. فقد سجل قطاع السيارات، الذي يعد أحد أبرز القطاعات في المناطق الصناعية لطنجة المتوسط، حجم معاملات بلغ 117 مليار درهم، محققاً ارتفاعاً بنسبة 10.38% مقارنة بالسنة الماضية.
وفي الوقت نفسه، حقق قطاع اللوجستيك أداءً لافتاً بتسجيله 46 مليار درهم، بزيادة قدرها 15% عن سنة 2023، مما يبرز دوره المتزايد كمحرك اقتصادي في المنطقة. أما القطاعات الصناعية الأخرى، مثل النسيج وصناعة الطيران، فقد شهدت انخفاضاً نسبياً بنسبة 11.11%، لتصل قيمة معاملاتها إلى 10 مليار درهم، وهو ما يعكس تحديات واجهت هذه الصناعات خلال السنة الماضية.
وفي سياق متصل، أكدت مجموعة طنجة المتوسط أن المنصة الصناعية نجحت في استقطاب استثمارات كبيرة خلال 2024، حيث بلغت قيمتها الإجمالية 10.06 مليار درهم. وأسهمت هذه الاستثمارات في تعزيز القدرة التشغيلية للمناطق الصناعية، مع توفير 14,034 فرصة عمل جديدة، مما يعزز مكانة طنجة المتوسط كوجهة رائدة للاستثمار في المغرب.
وشملت هذه الجهود تفعيل 95 مشروعاً صناعياً جديداً باستثمارات خاصة وصلت إلى 3.63 مليار درهم، مكنت من خلق 11,239 منصب شغل إضافي في مناطق الأنشطة التي تشرف عليها "مناطق طنجة المتوسط"، الفرع التابع للمجموعة.
ومن بين أبرز الفاعلين الاقتصاديين الذين اختاروا الاستقرار أو التوسع في هذه المناطق خلال السنة الماضية، الشركة الألمانية "Dachser" المتخصصة في النقل واللوجستيك، والشركة البولندية "SFC Solutions" التي تعمل في إنتاج أنظمة العزل لقطاع السيارات، إلى جانب المجموعة الأمريكية "TI Automotive" الرائدة في تصنيع أنظمة تزويد المحركات بالوقود ونقل السوائل. كما شهدت المنطقة تعزيز حضور شركتين بارزتين في صناعة المعدات الصناعية، وهما الشركة التركية "Orhan" المنتجة لقطع غيار السيارات، والشركة الأمريكية "APTIV" المتخصصة في تصنيع الكابلات الكهربائية للسيارات، وذلك من خلال عمليات توسع صناعي لمشاريعهما القائمة.
وفي إطار تطوير منطقة "طنجة تيك"، التي تمتد على مساحة 87 هكتاراً، أعلنت المجموعة عن استقطاب أربعة فاعلين اقتصاديين جدد خلال سنة 2024، باستثمارات إجمالية بلغت 6.43 مليار درهم، مما أتاح توفير 2,795 فرصة عمل إضافية.
وكان من أبرز هؤلاء الفاعلين المجموعة الصينية "BTR New Material"، الرائدة عالمياً في إنتاج الأقطاب الموجبة والسالبة لبطاريات الليثيوم أيون، والتي تعد إضافة نوعية للقطاع التكنولوجي في المنطقة، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وتشمل مناطق الأنشطة التابعة لمجموعة طنجة المتوسط كلاً من المناطق التي تديرها "مناطق طنجة المتوسط"، والمدينة الجديدة "محمد السادس طنجة تيك"، التي تشرف عليها شركة "SATT"، وهي نتاج شراكة بين "بنك إفريقيا"، ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ومجموعة طنجة المتوسط، والشركة الصينية "CCCC-CRBC".
وتمتد هذه المناطق على مساحة إجمالية تصل إلى 3,000 هكتار، وتستقبل حالياً أكثر من 1,400 شركة تعمل في أكثر من 10 قطاعات اقتصادية تشمل السيارات، الطيران، النسيج، الصحة، الصناعات الغذائية، الإلكترونيات، الطاقات المتجددة، التغليف، الخدمات، واللوجستيك، موفرةً ما يقارب 130,000 وظيفة.
وأشارت المجموعة إلى أن هذا الأداء الاقتصادي القوي يعكس الجاذبية المتزايدة لمناطق طنجة المتوسط كمركز صناعي ولوجستي متكامل، مدعوماً بالشراكات الدولية والتزام الحكومة المغربية بتعزيز الاستثمار الأجنبي. ومع استمرار تدفق الشركات العالمية وتوسع المشاريع الصناعية، تتوقع المجموعة أن تظل طنجة المتوسط في صدارة الوجهات الاقتصادية بالمنطقة خلال السنوات المقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق