في خطوة تعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للطاقة المتجددة، احتفلت شركة Aeolon Maroc، الفرع المغربي لمجموعة Aeolon الصينية، بإنتاج أول شفرة رياح مصنوعة بالكامل في المغرب. أقيم الحدث في مصنع الشركة الجديد بمنطقة التسريع الصناعي في الناظور، مُعلنًا عن بداية مرحلة إنتاجية واعدة قبل التشغيل الرسمي للمصنع في يناير 2025.
بدأت أشغال بناء المصنع، الذي يمتد على مساحة 50 هكتارًا بالقرب من ميناء الناظور غرب المتوسط، في أواخر عام 2023 باستثمار ضخم يبلغ 220.8 مليون يورو (حوالي 3.5 مليار درهم).
ويهدف المشروع إلى إنتاج 600 مجموعة من شفرات توربينات الرياح سنويًا، لتلبية الطلب المتزايد في أسواق أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط. كما يُتوقع أن يوفر المصنع 3300 فرصة عمل مباشرة، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ودعم رؤية المغرب للتحول نحو الطاقة النظيفة.
خلال الاحتفال، أعرب ممثلو Aeolon عن فخرهم بهذا الإنجاز، مشيرين إلى أن اختيار المغرب كأول موقع خارجي للشركة جاء بفضل موقعه الاستراتيجي، واستقراره الاقتصادي، وسياساته الداعمة للطاقة المتجددة. وقال أحد المسؤولين: "هذه الشفرة ليست مجرد منتج، بل رمز للتعاون المثمر بين المغرب والصين، وبداية فصل جديد في صناعة الطاقة الخضراء."
من جانبه، أكد مسؤولون مغاربة حضور الحدث على أهمية المشروع في إطار استراتيجية المملكة للوصول إلى 52% من الطاقة المتجددة في مزيجها الطاقي بحلول 2030. ويُعد مصنع Aeolon جزءًا من جهود أوسع تشمل مشاريع مثل مزرعة الرياح البحرية الأولى في إفريقيا التي تطورها الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (MASEN) قبالة سواحل الصويرة.
تأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه العالم تحولًا متسارعًا نحو الطاقة المستدامة، حيث تبرز شفرات الرياح كعنصر حاسم في تلبية الاحتياجات المتزايدة لتوليد الكهرباء النظيفة. وبفضل قربها من الأسواق الأوروبية وتكاليف النقل المنخفضة، تستعد Aeolon Maroc لتصبح لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال.
مع اقتراب موعد التشغيل الكامل، يبقى السؤال: كيف ستؤثر هذه الصناعة الناشئة على مكانة المغرب كوجهة استثمارية ومركز للابتكار في الطاقة المتجددة؟ الإجابة تبدو واعدة، حيث يواصل المغرب ريادته في "رياح التغيير" على المستويين الإقليمي والعالمي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق