 |
| أمطار غزيرة ورياح عاتية في انتظار الشمال |
يستعد المغرب، وخاصة مناطقه الشمالية، لمواجهة منخفض جوي جديد يحمل اسم "كونراد"، بعد أيام قليلة فقط من تأثيرات العاصفة "جانا" التي ضربت البلاد وجنوب أوروبا. هذه العاصفة القادمة من المحيط الأطلسي تثير مخاوف من أمطار غزيرة ورياح قوية قد تعصف بالمناطق الساحلية والشمالية ابتداءً من يوم الخميس 13 مارس 2025، مع احتمال امتداد تأثيراتها إلى جنوب إسبانيا.
تفاصيل العاصفة "كونراد"
وفقًا لتوقعات الأرصاد الجوية، تبدأ التأثيرات الأولية لـ"كونراد" مساء الأربعاء 12 مارس أو صباح الخميس 13 مارس، حيث ستجلب أمطارًا غزيرة متوقع أن تتركز في المناطق الشمالية الغربية مثل طنجة، تطوان، العرائش، والحسيمة، بالإضافة إلى مدن أخرى مثل القنيطرة والفنيدق. وتشير التوقعات إلى أن كميات الهطول قد تكون كبيرة بما يكفي لإثارة مخاوف من فيضانات، خاصة مع تشبع التربة من الأمطار السابقة التي خلفتها "جانا".
أما الرياح، فستكون من أبرز سمات هذه العاصفة، حيث قد تصل سرعتها إلى أكثر من 70 كيلومترًا في الساعة في المناطق الساحلية، مما يهدد باضطرابات بحرية وانخفاض الرؤية على الطرق السريعة. ومن المتوقع أن تستمر ذروة العاصفة حتى يوم الجمعة 14 مارس، مع احتمال تراجع تدريجي في شدتها بحلول السبت 15 مارس.
المناطق المتأثرة والتحذيرات
تشمل المناطق الأكثر عرضة لتأثيرات "كونراد" المدن القريبة من مضيق جبل طارق مثل طنجة، تطوان، وسبتة، إلى جانب المناطق الساحلية المطلة على المحيط الأطلسي. وفي الوقت نفسه، أصدرت الوكالة الإسبانية للأرصاد الجوية (AEMET) تحذيرًا من المستوى الأصفر لجنوب إسبانيا، مشيرة إلى أن العاصفة قد تمتد عبر المضيق لتؤثر على مناطق مثل الأندلس. وفي المغرب، لم تصدر المديرية العامة للأرصاد الجوية بيانًا رسميًا محدثًا حتى صباح اليوم، لكن الخبراء ينصحون السكان بمتابعة التطورات عن كثب.
المخاطر المحتملة
تتعدد المخاطر المرتبطة بـ"كونراد"، حيث يحذر الخبراء من:
- الفيضانات: نتيجة الأمطار الغزيرة والتربة المشبعة مسبقًا.
- اضطرابات الملاحة: بسبب الأمواج العالية والرياح العاتية في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط.
- أضرار مادية: مثل سقوط الأشجار، انهيار الأعمدة الكهربائية، أو تعطل الطرق.
- انخفاض الحرارة: حيث قد تجلب العاصفة كتلًا هوائية باردة منشمال أوروبا.
يُنصح سكان المناطق المتأثرة باتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل تجنب السفر غير الضروري، تأمين الممتلكات الخارجية، والابتعاد عن مجاري الأودية والمناطق المنخفضة المعرضة للغرق. كما يُوصى بمتابعة النشرات الجوية المحلية للحصول على تحديثات فورية حول تطورات العاصفة.
تأتي "كونراد" في سياق موسم شتوي استثنائي تشهده المنطقة، حيث تعاقبت المنخفضات الجوية على المغرب وجنوب أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة، مع تأثيرات "جانا" التي تسببت بفيضانات واضطرابات في عدة مدن. ويربط الخبراء هذه الظواهر بتغيرات مناخية أوسع، تشمل ارتفاع حرارة المحيطات وزيادة نشاط المنخفضات الأطلسية.
مع اقتراب "كونراد"، يبقى السؤال: هل ستكون هذه العاصفة مجرد فصل جديد في سلسلة الاضطرابات الجوية، أم أنها ستترك بصمة أعمق؟ الإجابة ستتضح خلال الساعات القادمة، بينما يترقب المغاربة والسلطات المحلية ما ستحمله هذه الكتلة الهوائية العاتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق