انطلاق دراسات الطريق السيار فاس-مراكش: خطوة استراتيجية نحو تعزيز البنية التحتية المغربية

انطلاق دراسات الطريق السيار فاس-مراكش: خطوة استراتيجية نحو تعزيز البنية التحتية المغربية
كشفت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" أن الدراسات التمهيدية لإنجاز الطريق السيار الجديد الذي سيربط بين مدينتي فاس ومراكش، مرورًا بخنيفرة وبني ملال، ستنطلق الشهر المقبل تحت إشراف مكتب دراسات متخصص. ويأتي هذا المشروع الطموح في إطار الجهود الوطنية التي تقودها الحكومة المغربية لتطوير شبكة الطرق وتعزيز الربط بين مختلف جهات المملكة، تماشيًا مع رؤية شاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأعلن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، خلال لقاء نظمه حزب الاستقلال بمدينة فاس يوم 18 مارس 2025، أن هذا المشروع يندرج ضمن التحضيرات الجارية لاستضافة المغرب لكأس العالم 2030، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وأكد الوزير أن الطريق السيار الجديد سيسهم في تقليص مدة السفر بين شمال المملكة ووسطها، مما سيعزز الحركة التجارية والسياحية ويدعم التنمية الاقتصادية للمناطق التي يمر بها المسار، مثل خنيفرة وبني ملال.

وفقًا للمصادر، فإن الطريق السيار فاس-خنيفرة-بني ملال-مراكش ليس المشروع الوحيد في خطة تطوير البنية التحتية. ففي إطار نفس الرؤية، ستشهد المنطقة توسعة الطريق بين فاس وتاونات لتحسين الولوجية والسلامة المرورية، إلى جانب توسيع الطريق الرابط بين فاس وإفران عبر إيموزار، بهدف تسهيل التنقل وتعزيز الربط بين المدن.

كما ستشمل المشاريع المبرمجة عمليات تأهيل وتحديث البنية التحتية لمدينة فاس، التي تعد واحدة من المدن التاريخية والثقافية البارزة في المغرب، وذلك من خلال تحسين شبكة الطرق والمرافق الرياضية والحضرية استعدادًا للحدث العالمي.

تشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذه المشاريع ستترك أثرًا إيجابيًا ملموسًا على الاقتصاد المحلي، حيث ستتيح خلق فرص عمل جديدة ودعم المقاولات الوطنية، خاصة الصغيرة والمتوسطة، التي ستُشرك في تنفيذ هذه الأوراش الكبرى. ويُعد الطريق السيار الجديد أحد المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تكامل اقتصادي بين الجهات، فضلاً عن تعزيز تنمية متوازنة تخدم مختلف مناطق المملكة.

ويرى مراقبون أن هذا المشروع سيسهم في تقوية مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، خاصة مع اقتراب موعد استضافة كأس العالم، حيث سيساعد في تيسير تنقل الزوار بين المدن الكبرى والمناطق الداخلية، مما يعزز من جاذبية السياحة الثقافية والطبيعية التي تتميز بها مدن مثل فاس ومراكش وإفران.

يأتي هذا المشروع كجزء من استراتيجية أوسع لتطوير البنية التحتية في المغرب، والتي تتزامن مع استعدادات البلاد لاحتضان الحدث الرياضي الأكبر عالميًا. ومع انطلاق الدراسات التمهيدية الشهر المقبل، يتوقع أن يتم وضع جدول زمني دقيق لإنجاز المشروع، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التقنية والبيئية التي قد تواجه تنفيذه.
وفي الوقت الذي يواصل فيه المغرب تعزيز بنيته التحتية، يبقى السؤال حول كيفية ضمان استدامة هذه المشاريع وتأثيرها طويل الأمد على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني. لكن ما هو مؤكد، أن الطريق السيار فاس-مراكش سيظل رمزًا للطموح الوطني نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق