مربو الدواجن بالمغرب يواجهون أزمة متفاقمة بسبب ارتفاع التكاليف وسيطرة الاحتكار

صورة تعكس واقع مربي الدواجن في المغرب، حيث يعانون من ارتفاع تكاليف الإنتاج وسيطرة الاحتكار على سوق الكتاكيت، مما يهدد استمرارية أنشطتهم واستقرار الأسعار في الأسواق المحلية

تشهد سوق تربية الدواجن في المغرب حالة من التوتر المتزايد، حيث يعاني المربون، خاصة الصغار والمتوسطين، من تحديات تهدد استمرار نشاطهم الاقتصادي. وفقًا لتقارير ميدانية حديثة، فإن ارتفاع تكاليف إنتاج الكتاكيت ومواد العلف، إلى جانب ما يوصف بـ"الاحتكار" من قبل بعض الجهات الفاعلة الكبرى في القطاع، قد أدى إلى تدهور الأوضاع المالية لآلاف المربين.

تشير المعطيات إلى أن سعر الكتاكيت قد شهد زيادة ملحوظة خلال الأشهر الأخيرة، حيث يتهم المربون بعض الشركات المسيطرة على إنتاج الكتاكيت بالتلاعب في الكميات المتوفرة لخلق ندرة مصطنعة، مما يرفع الأسعار بشكل غير عادل. وفي الوقت نفسه، تتجاوز تكلفة إنتاج كيلوغرام واحد من الدجاج حاليًا مستويات لا تتناسب مع أسعار البيع في الأسواق المحلية، مما يتسبب في خسائر يومية للمربين.

في هذا السياق، أعربت فعاليات مهنية عن قلقها من تراجع الدعم الحكومي الفعال للقطاع، مشيرة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الجهات الرسمية لم ترقَ إلى مستوى التحديات الحالية. ويضاف إلى ذلك أن السياسات التي أُطلقت في إطار خطة "المغرب الأخضر"، والتي كانت تهدف إلى تعزيز الإنتاجية وضمان استقرار الأسعار، لم تحقق الأثر المنشود على أرض الواقع، حسب تقديرات المربين.

من جانبهم، يطالب المربون بتدخل حكومي فوري لضبط السوق ومحاسبة المتورطين في الممارسات غير التنافسية، مع الدعوة إلى إعادة تقييم آليات توزيع الدعم لضمان وصوله إلى الفئات الأكثر تضررًا. ويحذر المراقبون من أن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى خروج عدد كبير من المربين من السوق، مما سيؤثر على توفر الدواجن محليًا ويزيد من الضغط على الأسعار في المستقبل القريب.

وفي ظل هذه التطورات، تتجه الأنظار نحو الوزارة المعنية لاتخاذ خطوات عاجلة تضمن حماية القطاع الذي يشكل رافدًا أساسيًا للاقتصاد الوطني واستقرار الأمن الغذائي في البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق