أوشكت مدينة أكادير على إطلاق مشروع طموح لإعادة تهيئة محيط الملعب الكبير "أدرار" بتكلفة إجمالية تصل إلى 41.1 مليون درهم، بعد الإعلان عن نتائج المناقصة في 7 مارس 2025. المشروع، الذي فازت به شركتا "أتولي فيرت" و"تامسنا فيرت"، يهدف إلى تحسين الجانب الجمالي والبيئي للمنطقة المحيطة بالملعب، استعدادًا لاستضافة تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
تفاصيل المشروع والمقاولون
تم الحسم في المناقصة بتكليف شركتين مختصتين لتنفيذ الأشغال:
- الجانب الغربي: فازت به شركة "أتولي فيرت" بتكلفة 20.6 مليون درهم، وتشمل مهامها تهيئة مساحات خضراء واسعة، إنشاء ممرات للمشاة، وتركيب أنظمة ري متطورة تعتمد على تقنيات توفير المياه.
- الجانب الشرقي: أسندت أشغاله إلى شركة "تامسنا فيرت" بقيمة 20.5 مليون درهم، مع التركيز على إنشاء مناطق ترفيهية، تحسين الإنارة الخارجية بتقنية LED موفرة للطاقة، وتزويد المنطقة بكاميرات مراقبة لتعزيز الأمان.
مكونات المشروع
يشمل المشروع مجموعة من الأعمال المتكاملة لتحويل محيط الملعب إلى فضاء حضري نموذجي:
- المساحات الخضراء: زراعة أشجار ونباتات محلية تتكيف مع مناخ أكادير، مع حدائق مصممة لتكون متنفسًا بيئيًا وجماليًا للزوار والسكان.
- أنظمة الري: تركيب شبكات ري ذكية تستخدم مياهًا معاد تدويرها لضمان الاستدامة، مع التحكم في استهلاك الموارد المائية.
- البنية التحتية الإضافية: تشمل إنشاء ممرات للدراجات الهوائية، فضاءات للراحة مزودة بمقاعد ونوافير، وملاعب صغيرة للأنشطة الرياضية القريبة.
- الإنارة والأمان: تجهيز المنطقة بأعمدة إنارة حديثة وكاميرات مراقبة لتوفير بيئة آمنة وجذابة ليلاً.
- صيانة الحدائق: تجديد وتهيئة الحدائق الموجودة لتتناسق مع المظهر العام للمشروع.
بعد إعلان الشركتين الفائزتين في 7 مارس 2025، بدأت الأشغال الأولية مثل تجهيز الأرضية ووضع الخطط التنفيذية. ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من الشطر الغربي بحلول نهاية صيف 2025، بينما يستمر العمل في الشطر الشرقي حتى أوائل 2026، لتتماشى الجداول الزمنية مع استعدادات كأس إفريقيا (21 ديسمبر 2025 - 18 يناير 2026).
يندرج هذا المشروع ضمن خطة شاملة لتأهيل ملعب أدرار نفسه، والذي يخضع لأشغال تجديد داخلية بقيمة 300 مليون درهم تشمل تحديث العشب، المدرجات، والتسقيف لتلبية معايير الاتحادين الدولي (FIFA) والإفريقي (CAF). كما يتزامن مع إنشاء قرية رياضية متكاملة تضم قاعات مغطاة، ملاعب تدريب، ومسبح أولمبي، باستثمارات إجمالية تتجاوز 600 مليون درهم. ويهدف المشروع إلى:
- تعزيز الجانب الجمالي لمحيط الملعب ليكون وجهة جذابة بصريًا.
- تحسين جودة الحياة للسكان عبر توفير فضاءات خضراء وترفيهية.
- دعم مكانة أكادير كوجهة رياضية وسياحية، خاصة مع اقتراب استضافة مباريات كبرى.
يتوقع المراقبون أن يسهم المشروع في تعزيز الاستدامة البيئية وجعل المنطقة نموذجًا للتهيئة الحضرية في المغرب. كما سيكون له دور كبير في استقطاب الزوار والسياح، خاصة مع استعداد المدينة لاحتضان أحداث رياضية عالمية خلال السنوات المقبلة. ويترقب السكان المحليون والمهتمون تقدم الأشغال خلال الأشهر القادمة لمعاينة النتائج على أرض الواقع.
يُعد مشروع تأهيل محيط ملعب أدرار خطوة استراتيجية تعكس رؤية أكادير لتطوير بنيتها التحتية والارتقاء بمكانتها على الصعيدين الوطني والدولي. ومع انطلاق الأشغال الوشيك، تبقى الأنظار متجهة نحو هذا الفضاء الذي سيشكل إضافة نوعية للمدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق