
خرجت "Perseus"، العلامة التجارية البريطانية الجديدة للسيارات الكهربائية الفاخرة لتعلن عن خططها الطموحة لاقتحام السوق الأوروبية بسيارة SUV مدمجة بحلول أواخر عام 2027. يقود هذا المشروع رجل الأعمال المغربي يحيى البقالي، الذي يسعى لدمج الابتكار التقني مع تصميم يثير العواطف، في خطوة قد تضع اسمه على خارطة صناعة السيارات العالمية.
في بيان رسمي، أعلنت "Perseus Motor Corporation" عن استراتيجيتها لتطوير وتسويق أول طراز لها، وهي سيارة SUV كهربائية فاخرة موجهة للسوق الشامل. يقول البقالي، المؤسس والرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة: "إطلاق Perseus يمثل فصلًا جديدًا ومثيرًا في عالم الابتكار بصناعة السيارات. نحن نسعى لخلق علامة بريطانية تقدم تصميمًا عاطفيًا، أداءً متطورًا، وتجربة مستخدم مدعومة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والبرمجيات."
الشركة، التي تتخذ من بريطانيا مقرًا لها، تعتمد على نموذج عمل "خفيف الأصول" (Asset-Light)، مما يعني تقليل الاستثمارات الرأسمالية الضخمة من خلال الاستعانة بشركاء عالميين. وقد أبرمت "Perseus" اتفاقيات مبدئية مع مجموعة أوروبية لمصنعي السيارات لترخيص منصة EV متطورة، ومع شركة تصميم إيطالية رائدة لتطوير التصميم الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى شراكات مع مصنع تعاقدي أوروبي وشركة برمجيات عالمية متخصصة في واجهات الإنسان والآلة (HMI).

تتضمن استراتيجية "Perseus" الاعتماد على كفاءات عالمية لتسريع الوصول إلى السوق وتقليل المخاطر. الشركة تخطط للاستفادة من منصة EV مرخصة من شريك أوروبي (لم يُكشف عن هويته بعد)، بينما ستتولى شركة إيطالية مرموقة – ربما من أمثال Pininfarina أو Italdesign – مهمة التصميم والهندسة التسلسلية. أما الإنتاج، فسينفذ عبر مصنع تعاقدي أوروبي وفق معايير الجودة العالية لمصنعي المعدات الأصلية (OEM).
وفي خطوة مبتكرة، تعاونت "Perseus" مع شركة برمجيات عالمية لتطوير تجربة مستخدم متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، واعدة بتقديم تخصيص غير مسبوق وتفاعل طبيعي بين السائق والمركبة. هذه الميزة قد تكون بمثابة نقطة بيع رئيسية في سوق يهيمن عليه لاعبون مثل Tesla وPorsche.
تعتمد "Perseus" نموذج مبيعات مباشر إلى المستهلك، يجمع بين منصة إلكترونية ومراكز تجربة العلامة التجارية، مما يقلل تكاليف التوزيع ويعزز التفاعل مع العملاء. كما تخطط للاستفادة من شبكة الخدمة والصيانة الخاصة بشريكها الأوروبي في جميع أنحاء القارة، مما يضمن تجربة ما بعد البيع سلسة.
اختيار السوق الأوروبية كوجهة أولية يتماشى مع الدعم الحكومي القوي للسيارات الكهربائية في المنطقة، من حوافز ضريبية إلى بنية تحتية متطورة للشحن. لكن المنافسة لن تكون سهلة، حيث تواجه العلامة تحديًا من عمالقة مثل BMW وMercedes، مما يتطلب تميزًا في السعر أو الأداء.
يحيى البقالي، القادم من المغرب – البلد الذي يشهد تطورًا ملحوظًا في صناعة السيارات بفضل استثمارات مثل مصانع Renault وStellantis – يضيف بُعدًا فريدًا للمشروع. على الرغم من أن "Perseus" تتخذ من بريطانيا مقرًا، إلا أن جذور البقالي قد تلعب دورًا مستقبليًا في ربط المشروع بالخبرات أو الموردين في شمال إفريقيا، مما يعزز من جاذبيته كجسر اقتصادي وثقافي.
لم تكشف "Perseus" بعد عن مصادر تمويلها، وهو أمر حاسم في صناعة تتطلب استثمارات ضخمة حتى مع نموذج "خفيف الأصول". كما أن إطلاق السيارة في 2027 قد يكون مثاليًا إذا استمر نمو الطلب على EVs، لكنه قد يواجه منافسة أقوى إذا تقدمت تقنيات البطاريات أو القيادة الذاتية لدى المنافسين.
من ناحية أخرى، التركيز على الاستدامة قد يكون فرصة لم تستغلها "Perseus" بعد بشكل كامل. إذا أضافت الشركة التزامات بيئية ملموسة، مثل استخدام مواد معاد تدويرها أو تقليل البصمة الكربونية، فقد تجذب شريحة العملاء المهتمين بالبيئة.
يقود "Perseus" فريق يجمع بين طاقة الشركات الناشئة وخبرة صناعة السيارات العالمية، وفقًا لبيان الشركة. هذا المزيج قد يكون مفتاحًا لتحقيق الوعود الجريئة التي قطعتها العلامة، والتي تشمل "تصميمًا يثير العواطف، تكنولوجيا متطورة، أداءً متميزًا، وقيمة استثنائية".
"Perseus" ليست مجرد علامة تجارية جديدة، بل مشروع يحمل طموحًا عالميًا بروح مغربية وجذور بريطانية. مع خطة تنفيذ واضحة وشراكات استراتيجية، تبدو الشركة جاهزة لخوض التحدي. لكن النجاح الحقيقي سيظهر مع الكشف عن المنتج الأول ومدى قدرته على التميز في سوق مزدحم. إلى حين ذلك، تبقى "Perseus" اسمًا يستحق المتابعة عن كثب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق