
ووفقًا لتقارير حديثة، بلغت كمية الفراولة المجمدة المصدرة إلى السوق اليابانية حوالي 6,000 طن، بقيمة تقارب 10 ملايين دولار، محققة قفزة نوعية مقارنة بالأعوام السابقة.
هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل يعكس استراتيجية طويلة الأمد تبناها المغرب لتعزيز صادراته الزراعية، حيث أصبحت اليابان وجهة رئيسية للفراولة المغربية منذ منتصف العقد الماضي.
وتشير البيانات إلى أن الطلب الياباني على المنتجات المغربية شهد نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بجودة الفراولة المجمدة التي تلبي المعايير الصارمة للسوق اليابانية. وتتركز الشحنات بشكل رئيسي في الفترة من مايو إلى يوليو، حيث سجل يوليو 2024 ذروة غير مسبوقة في حجم الصادرات الشهرية.
ويبرز هذا الإنجاز قدرة المغرب على منافسة كبرى الدول المصدرة، حيث تمكن من زيادة حصته في سوق الفراولة المجمدة اليابانية إلى ما يقارب 17% في 2024، متجاوزًا منافسين تقليديين مثل الولايات المتحدة وتشيلي، ليحتل المرتبة الثالثة عالميًا بعد مصر والصين.
وإلى جانب الفراولة، يصدر المغرب كميات محدودة من التوت المجمد وفواكه أخرى إلى اليابان، مما يعزز تنوع محفظته التصديرية.
على الصعيد العالمي، لا يقتصر طموح المغرب على السوق اليابانية، بل يواصل توسيع نطاق صادراته إلى أسواق أوروبية مثل ألمانيا وهولندا وبلجيكا، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا.
وفي خطوة مستقبلية واعدة، تستعد المملكة لإطلاق مهمة تجارية في أبريل 2025، بدعم من منظمة الأغذية والزراعة والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، لتعزيز صادرات المنتجات الزراعية الطازجة إلى سنغافورة وماليزيا.
ومع ذلك، يثير هذا النمو التصديري تحديات بيئية، خاصة في ظل الأزمة المائية التي تواجهها المغرب بسبب الجفاف المتواصل.
فالزراعات المكثفة مثل الفراولة تتطلب كميات كبيرة من المياه، مما يضع ضغطًا على الموارد المائية المحدودة. وهو ما يستدعي تبني سياسات أكثر استدامة لضمان التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.
بهذا الإنجاز، يؤكد المغرب موقعه كقوة زراعية صاعدة، قادرة على تحقيق طفرات اقتصادية في أسواق تنافسية، مع الحاجة إلى معالجة التحديات المرتبطة بالاستدامة لضمان استمرار هذا النجاح على المدى الطويل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق