"العربية للطيران" توقف رحلاتها من تطوان: قرار مفاجئ يثير التساؤلات حول مستقبل السياحة المحلية

"العربية للطيران" توقف رحلاتها من تطوان: قرار مفاجئ يثير التساؤلات حول مستقبل السياحة المحلية
في خطوة غير متوقعة، قررت شركة "العربية للطيران" إيقاف جميع رحلاتها الجوية انطلاقاً من مطار سانية الرمل الدولي بتطوان ابتداءً من مايو 2025، بعد أقل من عام على افتتاح قاعدتها الجوية الجديدة في المدينة. هذا القرار، الذي لم يُعلن عنه رسمياً بعد، أثار موجة من الدهشة والقلق بين الأوساط الاقتصادية والسياحية في تطوان، خاصة بعد الآمال الكبيرة التي عُلقت على هذه الخطوط الجوية لتعزيز الربط مع أوروبا.

في أبريل 2024، احتفلت تطوان بانطلاقة جديدة مع افتتاح قاعدة "العربية للطيران" في مطارها الدولي، بحضور مسؤولين محليين وجهويين. وقتها، أعلنت الشركة عن خطة طموحة لربط المدينة بتسع وجهات أوروبية تشمل برشلونة، مدريد، باريس، بروكسل، وأمستردام، مع وعود بتوسيع الشبكة لتشمل مدناً مثل ليون وبيلباو.

لكن هذه الرؤية الواعدة بدأت تتقلص تدريجياً، حيث ألغت الشركة خطوطاً مثل أمستردام وروتردام في فبراير 2025، تلاها إلغاء وجهات أخرى مثل مالقا وبيلباو، بينما ظل خط ليون مجرد وعد لم يتحقق.

والآن، يظهر موقع "العربية للطيران" الإلكتروني توقفاً كاملاً للحجوزات من وإلى تطوان ابتداءً من مايو 2025. آخر رحلة مجدولة ستكون إلى برشلونة يوم 29 أبريل 2025، بينما ستتوقف الرحلات إلى بروكسل، باريس، ومدريد بنهاية الشهر نفسه. هذا التطور يعني أن مطار تطوان قد يصبح بلا رحلات تجارية في المستقبل القريب، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدوى الاستثمارات التي رافقت افتتاح القاعدة.

حتى الآن، لم تصدر "العربية للطيران" أي توضيح رسمي حول أسباب هذا القرار، مما يترك المجال مفتوحاً للتكهنات. هل يعود الأمر إلى ضعف الإقبال على الرحلات؟ أم أن هناك تحديات لوجستية أو اقتصادية دفعت الشركة لإعادة تقييم خططها؟ أم أن التوقف مؤقت كجزء من استراتيجية إعادة هيكلة؟ الغموض المحيط بالقرار يزيد من حيرة الفاعلين المحليين الذين كانوا يعولون على هذه الخطوط لتنشيط السياحة ودعم الاقتصاد.

تطوان، بموقعها الاستراتيجي القريب من أوروبا وجاذبيتها السياحية، كانت تأمل أن تكون هذه الرحلات جسراً لاستقطاب المزيد من الزوار الأوروبيين، فضلاً عن تسهيل سفر المغتربين المغاربة. لكن مع توقف الخطوط، قد تواجه المدينة تراجعاً في حركة المسافرين، مما قد يؤثر على القطاعات السياحية والتجارية المرتبطة بها.

يبقى السؤال المحوري: ما الذي ينتظر مطار تطوان؟ هل ستتمكن السلطات المحلية من جذب شركات طيران أخرى لملء الفراغ؟ أم أن هذا التوقف سيكون بداية لفترة ركود طويلة؟ في الوقت الحالي، يترقب الجميع موقفاً رسمياً من "العربية للطيران" لفهم السياق الكامل لهذا القرار المفاجئ.

بينما تستعد تطوان لوداع آخر رحلات "العربية للطيران" في أبريل 2025، يبدو أن المدينة تواجه تحدياً جديداً للحفاظ على مكانتها كوجهة متصلة بالعالم. القادم قد يكون حاسماً لتحديد ما إذا كانت هذه النهاية مؤقتة، أم بداية فصل جديد من العزلة الجوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق