في تطور لافت يعزز مكانة المغرب كقطب زراعي رائد، كشفت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" عن توقعات قوية بتسجيل إنتاج البطيخ الأحمر قفزة نوعية خلال موسم 2025، مدعومة بتحسن ملحوظ في الظروف الجوية وتطور تقنيات الزراعة. هذا الانتعاش يأتي بعد مواسم شهدت تحديات كبيرة، مما يبشر بموسم واعد من حيث الكمية والجودة.
وفقًا لفلاحين وخبراء زراعيين من جهة سوس-ماسة، فإن الأمطار الغزيرة التي شهدها المغرب مطلع هذا العام، إلى جانب استقرار درجات الحرارة، ساهمت في تهيئة بيئة مثالية لزراعة البطيخ. "هذا العام، كل شيء يبدو في مكانه. الأرض تلقت ما تحتاجه من ماء، والشمس تدعم النمو بشكل متوازن"، يقول الحسن بوعزة، مزارع من ضواحي أكادير.
من المتوقع أن تبدأ عمليات الحصاد الأولية في غضون أيام من منطقة زاكورة، التي تُعدّ رائدة في إنتاج البطيخ المبكر، قبل أن تمتد إلى مناطق أخرى مثل مراكش والقنيطرة تدريجيًا. وتشير التوقعات إلى أن الغلة قد تصل إلى 80 طنًا للهكتار في بعض المناطق، وهو رقم يعكس تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية.
على صعيد الجودة، أكدت مصادر من القطاع أن البطيخ هذا الموسم سيكون أكبر حجمًا وأعلى جودة، مع تركيز على الأصناف التي تلبي متطلبات الأسواق الدولية. "الأسواق الأوروبية، خاصة في فرنسا وإسبانيا، تُظهر طلبًا متزايدًا على البطيخ المغربي بفضل حلاوته الطبيعية وملاءمته لفصل الصيف"، يوضح محمد الصغير، أحد المصدرين.
في سياق متصل، أشار مسؤولون في وزارة الفلاحة إلى أن المغرب يراهن على تعزيز حضوره في أسواق جديدة، خاصة في آسيا، حيث يجري الإعداد لمشاركة قوية في معرض دولي خلال الأسابيع المقبلة. هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية وطنية لتنويع الشركاء التجاريين وتعزيز الصادرات الزراعية.
محليًا، يتوقع أن تسهم الوفرة المتوقعة في استقرار أسعار البطيخ، مما يخفف العبء عن المستهلك المغربي الذي عانى من ارتفاع الأسعار في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف. "نأمل أن يكون هذا الموسم بمثابة هدية للجميع، من الفلاح إلى المستهلك"، يضيف بوعزة.
مع اقتراب انطلاق الموسم، تتجه الأنظار نحو هذا القطاع الحيوي، وسط آمال كبيرة بأن يشكل نقطة تحول في مسار الزراعة المغربية، معززًا مكانة المملكة كواحدة من أبرز الدول المصدرة للفواكه الصيفية في العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق